لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

اسمهم الوهابية
وليس اسمهم أنصار السنة

(الوهابية) دعوة سياسية متخلفة تتلبس بالدين


يحدثنا مؤلف كتاب: (داعية التوحيد) عن اتفاق الشيخ والأمير فيقول: (وسرعان ما أتفق الرجلان علي التعاون فيما بينهما: الشيخ لدعوته، ورعايتها، ولزعامة دينية يرثها من بعده أبناؤه وأحفاده، وذريته متي صلحوا لها .. والأمير للرئاسة الزمنية ويرثها بنوه وذريته من بعده ولا تنعقد معاهدات أو تمضي أمور ذات شأن من حرب أو صلح الا بالاتفاق منهما، واتفق الرجلان) ... هذا ما قاله مؤلف الكتاب ..
هل يعد هذا اتفاقا لاعلاء كلمة التوحيد، أم هو اتفاق علي الدنيا، وأسوأ من ذلك، استغلال للدين في سبيل الدنيا؟ وفي سبيل السلطة الزمنية؟
ان الاسلام في حقيقته يشمل تنظيمه امور الحياة كلها، من سياسية، واقتصادية، ولكن الدعوة الوهابية تستغل الدين من أجل السياسة ومن اجل الدنيا، ومن هنا جاء قولنا أنها دعوة سياسية تتلبس بالدين وتتخفي خلفه وليس لها، لا في ماضيها، ولا في حاضرها، غرض غير استغلال الدين من أجل الدنيا ..

"أنصار السنة" في السودان يتنكرون للعمل ضد الاستعمار
ويعزلون الاسلام عن السياسة!!


ان من يسمون أنفسهم (أنصار السنة) في السودان هم امتداد لمفاهيم جماعتهم في الخارج، بل يرتبطون بهم ارتباطا عضويا، فأنت حين تجد خطيببا يضج ويصيح، وتتبين من بين الصراخ انه يهاجم الأضرحة، ويحارب الموتي، ويسب في خلاصة الأمة (الصوفية) – فأعلم انك امام شيخ وهابي ..
وفي ابان الحركة الوطنية ضد الاستعمار الانجليزي زار وفد من الأخوان الجمهوريين دار (أنصار السنة) بأم درمان، ليحدثوهم عن واجبهم الديني والوطني في محاربة الاستعمار، بدل انفاق وقتهم في محاربة الموتي وافتعال المعارك معهم، فقالوا: نحن (جمعية دينية)! فقال لهم الجمهوريون: ان الاسلام لا يفرق بين الدين والسياسة، فقال رئيسهم، آنذاك: ان دستورنا يحرم العمل بالسياسة، وقال أنهم لن يعملوا في السياسة حتي يعدلوا دستورهم!!
هذا هو موقفهم من الاستعمار، تخلف عن واجب الدين، وواجب الوطنية، ثم طعن في أعراض الموتي من الصالحين ..
فكيف ينتظر المرء الخير من دعوة هؤلاء؟ ..