إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

صلوا!! فإنكم اليوم لاتصلون

الحضور في الصلاة.. قبل الدخول فيها


إن الحضور في الصلاة انما يكون قبل الدخول فيها، وذلك في الوضوء الذي هو طرفا منها.. والمسلمون اليوم لا يرعون للوضوء حرمته، فإذا شرع أحدهم في الوضوء لم ير بأسا في أن يثرثر اثناءه، وأن يهزل، وأن يغفل عن ذكر الله.. وما كان هكذا شأن وضوء النبي، وما ينبغي أن يكون هكذا وضوء من يريد أن يحضر في صلاته، ذلك بأن الوضوء يجب أن تتأدب له بأدب الصلاة وذلك بأن تستقبل القبلة، وأن تحسن غسل أعضائك، ولا تسرف في استعمالك الماء، ولا تتحدث مع أحد، وأن تفكر في غسل كل عضو، محاسبا نفسك ماذا كسبت به قبل أن تأتي بوضوئك هذا؟؟ فإن كان خيرا شكرت الله أن وفقك إلى فعله، وإن كان شرا ندمت، واستغفرت، وعزمت إلا تعود إليه ثانية.. فإذا فرغت من الوضوء بهذه الكيفية يكون قلبك قد لان، وانكسر لله، وبذلك يرجى لك أن يتيسر لك الحضور في الصلاة.

حضرة السلام


إن الحضور في الصلاة ليس هو بالأمر العفوي، فهو انما يحصل عليه بفضل الله ثم بفضل الجهد الذي يبذله العابد المجود.. ومن ذلك أن يكون في الفترة بين الصلاتين وهي- حضرة السلام- مجاهدا في حفظ نفسه من الأخطاء والهفوات.. يجاهد في ألا يفعل إلا ما يرضي الله، وأن يكف أذاه عن الناس وان يتحمل أذاهم وأن يوصل الخير إليهم، وقبل ذلك أن يحرص على أن تكون لقمه عيشه حلالا.. وهذا ما عنه اليوم المسلمون غافلون، ولذلك فقد ماتت صلاتهم فلم تعد تثمر حالا ولا أخلاقا.. وهي لذلك ليست مكتوبة لهم في اي مكان آخر كما يتوهمون.. فقد روى أنه قيل للنبي (إن فلانة تصوم النهار، وتقوم الليل ولكنها تؤذي جيرانها)، فقال: (لا خير فيها انها من أهل النار).
والإسلام يريدك عندما تنصرف من صلاتك بقولك (السلام عليكم) أن تكون في سلام مع الله ومع نفسك ومع الناس بل مع الأحياء والاشياء.. وهذا ما تعنيه الآية الكريمة، فيما تعني، (حافظوا على الصلوات، والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين).. الصلاة الوسطى وارد انها صلاة العصر، ولكنها ايضا تعنى الوقت بين كل صلاتين... ولمعرفة المزيد عن أمر حضرة السلام، وعن (الصلاة الوسطى) نحيل القارئ الكريم إلى كتابنا (تعلموا كيف تصلون) فسيجد فيه ما يعينه على تجويد الصلاة وعلى إحسان المعاملة..