التسليك بلا إله إلا الله:
(لا إله إلا الله) فيها حكمة عرفانية، تربوية كبيرة.. هي في الحقيقة جاءت بين النفي والإثبات.. لا.. إلا.. كأنها بتقول الحقائق (بين بين) كأنو حقيقة الله مطلقة ما بتدركها العقول بصورة واحدة معينة.. فمعنى (لا إله إلا الله) في هذا المستوى بتمشي مع قول ربنا (سبحان ربك، رب العزة عما يصفون) معناها أيضا ورد في إشارة قصيرة في العبارة المعروفة (كل ما يخطر ببالك عن الله فالله بخلاف ذلك) لأنه لا يخطر بالبال إلا الصور.. الصور هي التي تخطر بالبال..
زي ما قلنا قبيل، النفس لا تدرك إلا بالتجسيد، حتى لما نفكر، في أعلى مستويات التفكير المجرد، نحن بنصوّر.. لا يمكن أن يكون ما تدركه أنت بعقلك إلا صورة.. الله فوق ذلك.. ولذلك الله بيننا وبينه حجب كثيرة.. لكن قسمت على مستويين.. حجب أنوار، وحجب ظلمات.. حجب الظلمات دي حيوانية.. وهي شهوة البطن، والفرج.. دي حجب ظلمات.. ودي الخلاص منها ما صعب، عند السالكين المجودين هي مرحلة قريبة.. لكن حجب الأنوار، اللي هي حجب العقول، تظل بينك وبين الله سرمدية.. كل مرة ترفع وترجع، الحقيقة هي ذاتها لما تنرفع، تنرفع في ومضات غريبة، في الرياضة الطويلة، في العبادة.. يصلها العابدون.. لكنها عندما تنرفع – حجب العقول، أو قل حجب الفكر – بينك وبين الله.. عندما تكون أنت في مرحلة كأنما توقف تفكيرك لحظة.. كأنك خرجت عن الزمان والمكان.. وترجع حالا لأن طبيعة الإنسان أن يعيش في الزمان والمكان.. لما ينرفع الحجاب دا – حجاب الفكر – بقت الوحدة المطلقة.. كأنك هنا في المرحلة دي عندك تخلُّق من صرافة الذات.. لما يرفع حجاب الفكر، الثنائية رفعت.. ولكنها ترجع حالا.. عندنا مثل ليها، بالحالة غير الطبيعية.. انه زي ما مثلا الناس البيطلعوا الجبال.. في جبال الهملايا في جبل اسمه جبل ايفرست.. دا أعلى الجبال، وظل يتحدى متسلقي الجبال زمن طويل.. قهروه في وقت قريب.. الناس اللي قهروه أحدثوا ضجة كبيرة جدا في العالم، في وقتها داك كانت قريبة من ضجة الناس اللي أحدثوها لما مشوا لي القمر قبل أيام قليلة.. كان في الوقت داك ما في أفكار عملية عن السفر لي القمر، لكن المتسلقين، مجرد ما بلغوا القمة، نزلوا، لأنو ما من الحالة الطبيعية أن يعيشوا هناك.. الموحدين برضه لما يرتفعوا للقمم دي ينزلوا.. تلقى السير.. سير الموحدين في السلوك، مثل سير الموجة.. يرتفعوا وينخفضوا..