لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

تعلموا كيف تصومون

التروايح ليست صلاة القيام


ان قيام الليل هو سنة النبي التي كان عليها في سائر أيام السنة، ولم يكن يتركها، كما روت السيدة عائشة، (لا في سفر ولا في حضر، ولم يكن يزيد في رمضان ولا في غير رمضان عن ثلاث عشرة ركعة).
وقيام الليل، في رمضان، يجد النفوس أكثر استعدادا، للنهوض به، ولتلقي الأنوار التي تتنزل فيه..
وكما جاءت الوصية النبوية، فإن ليلة القدر تتحرى في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، وفي الليالي الوترية بخاصة..
وروت السيدة عائشة: (كان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)..
واما صلاة التراويح التي يؤديها الناس اليوم، فهي ليست سنة، وإنما هي بدعة، قال عنها سيدنا عمر: (انها لبدعة، ونعمت البدعة، والتي ينامون عنها خير من التي يقومون).. وهو يعني بـ (التي ينامون عنها) صلاة الليل – والتي هي سنة النبي..
ولقد توهم بعض الناس، ممن يسمون العلماء، أن التروايح قد صلاها النبي مرتين، لأنه قد روي ان النبي قام من الليل مرة، وثانية، ليصلي، فصلي بصلاته أناس كانوا حاضرين في المسجد، ولما كانت الليلة الثالثة لم يخرج إليهم، وقال لهم، خشيت أن تكتب عليكم.. فالنبي، في الحقيقة، لم يصل التراويح، ولكن بعض الصحابة صلى بصلاته التي هي صلاة الليل..
ولقد فصلنا القول في كون (التروايح) بدعة، في كتابنا: (التراويح بدعة وليست سنة.. السنة هي صلاة القيام)، وفي كتابنا: (من هم العلماء: هم أم نحن؟) فليرجع اليهما من يشاء من القراء الكرام.
خلاصة القول ان الصوم يجد تمامه، وتتويجه بقيام الليل.. وهو سنة النبي، وقد أمره به القرآن اذ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِّصْفَهُ، أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ، وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)..