لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فاذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى اليه خاطبة وده.. حقا كما قال الأستاذ محمود في تحقيق معه في جريدة الأخبار، فيما بعد، ((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام))

معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الاول

menu search

هذا هو الشيخ
محمد متولي الشعراوي

الفرق بين إسلام الأعراب وبين الإيمان:


اننا نجد في اقوال الشيخ شعراوي خلطا بين الإسلام البدائي وبين الإيمان.. فهو يقول: (فالقلب خارج عن حدود السيطرة البشرية بحيث لا يستطيع إنسان ان يكره إنسانا آخر على ان يحبه أو على أن يصدق في شيء أو على ان يعتنق مبدأ ما، اذن فالإكراه ليس من مبدأ الإسلام، والله سبحانه وتعالى قال لا إكراه في الدين. ولا يعقل ان يحمل المسلمون السيف ليقوموا بشيء قد نهى الله عنه) – كتاب حوار مع الشيخ شعراوي ص ٨٣ – فهو لكي يصل الى النتيجة التي تقول بأن الإسلام لم يفرض الإذعان له بالسيف، أخذ يستدل بالآية الكريمة التي تقرّر ان لا إكراه في الدين، لكن من المعلوم ان هذه الآية، وجميع آيات الإسماح، منسوخة بآية السيف كما انه من المعلوم، بداهة، ان الإكراه فعلا لا يقع في الإيمان الذي في القلوب وإنما الإكراه واقع في الإسلام الظاهري الذي يسبق الإيمان، وهو إسلام الأعراب الذي لم تكن به عبرة عند الله، وإنما هو فقط ينجي من السيف، وقد دخل به الملّة اناس أكل النفاق قلوبهم، وهم في الظاهر محسوبون مسلمين: (قالت الأعراب آمنّا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم).. فالإسلام بهذا المستوى، أكره الله ورسوله الناس عليه.. وقد بينّا ذلك من قبل عند الحديث عن الجهاد.. ونحب هنا أن نشير الى أن هناك إسلاما أكبر من الإيمان، وكان عليه النبي: (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين)..