مأساة العالم
إنّ حالة العالم اليوم، في أيّ جزء منه، إنّما هي حالة تدعو إلى شـديد الأسى، وعظيم الحزن والألم.. ذلك بأنّ الإنسان يتعرّض في كلّ صبح وفي كلّ بلد، إلى نكبات، وويلات، من صنعه، واختياره، بغير موجب، وبغير أدنى مبرّر، سوى الجهل والمرض النفسي، الذين يستوليان على الناس، حكومات، وتنظيمات، وأفراداً..
فأنباء الراديو، والصحف، تطالعنا في كلّ يوم بألوان، وأشكال لا حدّ لها من الاحتراب، والاغتيال، والاختطاف، والنسـف، والتخريب، يذهب ضحيتها أبرياء من الرجال والنساء والأطفال..
ونظرة سريعة إلى أحداث هذا الأسبوع – ۱٤/١٢ – ١٩/١٢/١٩٨١ – تبين فداحة الأخطار، والأهوال التي تعرّض لها الناس، في مختلف بقاع العالم – وهاكم نماذج لما غصّت به وسائل الإعلام:
• الشرق الأوسط: ١٤/١٢/١٩٨١: «الأنباء الواردة من وارسو أفادت أنّ الحكومة البولندية أعلنت حالة الطوارئ.. وهي تعني وفقاً للدستور البولندي ‹حالة حرب›.. وشكّلت مجلساً عسكرياً يتولّى الإشراف على السلطة إلى أن تلغى حالة الطوارئ، وفي الوقت نفسه قامت قوّات من الجيش والشرطة بمهاجمة مراكز نقابة التضامن، واعتقلت جميع أعضاء التضامن الذين كانوا مجتمعين في غدانسك» انتهى. الصحافة ١٩/١٢/١٩٨١: «الذعر الشديد يخيّم على البولنديين – صدام مسلّح بين الجيش وأعضاء التضامن – مقتل سبعة من العمّال»..
• الشرق الأوسط: ١٥/١٢/١٩٨١: «اتخذت الحكومة الإسرائيلية صباح أمس قراراً خطيراً بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلّة إلى إسرائيل».. الصحافة ١٦/١٢/١٩٨١: «دمشق: قرار إسرائيل يعني شن الحرب على سوريا»..
• الأهرام: ١٦/١٢/١٩٨١: «١٥/١٢: لقي ٢٠ شخصاً مصرعهم صباح اليوم في حادث انفجار قنبلة في مقر السفارة العراقية بلبنان».. الصحافة ١٧/١٢/١٩٨١: «اتّهم العراق سوريا وإيران بتدبير الحادث»..
• راديو لندن: الجمعة ١٨/١٢/١٩٨١: «اختطف إرهابيون جنرالاً أمريكياً في روما، وهو من كبار المسئولين في حلف الأطلسي. أعلنت منظّمة الألوية الحمراء الإرهابية مسئوليتها عن هذا الحادث»..
• سونا: ١٩/١٢/١٩٨١: «أعلن العراق عن مقتل ١٢٠٠ جندي إيراني في معركة بين القوّات العراقية والقوّات الإيرانية، وكان العراق قد أعلن قبل يوم، عن مقتل ١٢٠٠ جندي إيراني أيضاً»..
• وكالات الأنباء ۱٤/١٢: قال العراق إنّ السلطات الإيرانية قتلت ١٥٠٠ من الأسرى العراقيين..
• الصحافة ١٩/١٢/١٩٨١: «أعلن الرئيس ريغان أنّه متحفّظ في حركته العامّة نسبة لأنّ التهديد الليبي باغتياله ما زال قائماً، وأنّه لا يغشى المواطن العامّة حرصاً على سلامة الجمهور البريء أيضاً، إذ لا يستبعد أن يقوم الأشخاص المكلّفون باغتياله بشن هجوم في مكان عام».. انتهى..
إنّ هذه الأحداث المفجعة المرعبة، لشديدة الدلالة على افتقاد العالم للسلام، وهي تكشف عن حاجة الناس الماسّة للسلام.. وأسوأ من هذه الأحداث، أنّ العالم مهدّد بحرب عالمية ثالثة، إذا اندلعت نارها، لا قدّر الله، ولا قضى، فستقضي على الحضارة الإنسانية، إن لم تفن الحياة كلّها..