إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الوثائق تكشف التآمر الجنائي

المحاكمة تحرِّكها الخصومة السياسية:


هكذا تكاملت عناصر التآمر الجنائي، فالقصر يدبر هذا التآمر، وديوان النائب العام يوجِّه الاتهام، والقضاء يصدر الحكم المبيَّت، ويرفعه إلى القصر للتأييد!! وأصابع الإخوان المسلمين تتشابك مع عناصر هذا التآمر الجنائي، وذلك من مواقعهم القيادية في القصر، وديوان النائب العام، والقضاء، وهم أصحاب مصلحة حزبية ضيقة في الاستغلال السياسي لتلك القوانين التي أخذ الأستاذ محمود يكشف زيفها ويثبت مفارقتها للشريعة.. وباستعراض الشخصيات التي تشكِّل عناصر التآمر الجنائي تبرز خصومتهم السياسية للأستاذ محمود، وهذه الخصومة هي المحرِّك الأساسي لمحاكمته.. فالنيَّل أبو قرون ثبت من خطابه (للرئيس القائد) أنه ينطوي على خصومة وغرض سياسي، وعوض الجيد، بحكم خلفية انتمائه السياسي، كأخ مسلم، ومذهبيته الدينية، هو أيضا خصم سياسي، وكلاهما قد صنع هذه القوانين، التي دحض الأستاذ محمود نسبتها للشريعة، وهذا يشكِّل لديهما أيضا خصومة سياسية.. أما المهلاَّوي فصلته العائلية بالنيَّل أبو قرون إنما تضعه موضع الخصم السياسي مما يجعله على استعداد لأداء الدور الذي أوكل إليه في هذا التآمر الجنائي، لا سيّما أنه قد نال ترفيعا استثنائيا في الهيئة القضائية.. ومحمد آدم عيسى وزير الدولة بديوان النائب العام، ومُوجِّه الاتهام هو أخ مسلم بادي الخصومة السياسية للأستاذ محمود.. أما المكاشفي وحاج نور فخصومتهما السياسية للأستاذ محمود لا تحتاج إلى دليل فالمكاشفي كما عبَّر في آخر عدد من جريدة (ألوان) صدر في عهد مايو، إنما يلتقي مع الاخوان المسلمين تماما في التفكير والممارسة، أكثر من ذلك فإن (المكاشفي طه الكباشي) لا يخفي خضوعه وتسقُّط رضاء نميري، فلم يتورَّع ولم ينهه جلال الموقف من أن يباشر ملقه وتزلُّفه لولي نعمته نميري، في لحظة وقوف الأستاذ محمود على خشبة المشنقة!! فقد قال المكاشفي في تلك اللحظة، وأمام ابتسامة الأستاذ تلك، قال المكاشفي مادحا نميري بقوله: (الرئيس القائد جعفر المنصور)!! وحاج نور معروف كأخ مسلم ومعروف كخصم سياسي للأستاذ محمود.. وعلى قمة هؤلاء الخصوم السياسيين يجيء نميري وهو يشعر بخطر الأستاذ محمود الذي يتهدد بقاءه في السلطة..
وهكذا جاءت محاكمة الأستاذ محمود تعبيرا سافرا ومباشرا، عن الخصومة السياسية الفاجرة، وهي تلج في الشطط فتصارع، صراع البقاء، من ينازعها أسباب البقاء!!
وفيما يلي نقدم من الوثائق ما يثبت ذلك القصد الجنائي، والتآمر الجنائي..