قضية دار الفنانين
قضية دار الفنانين هي الحدث الثالث من نتائج التحريض الذي جرى بمساجد كوستي في الفترة من 26/10/74 وحتى 19/11/74، وقد كان الحدث الأول بجامع حي النصر يوم 30/11/74، كما كان الحدث الثاني بجامع عثمان موسى يوم الاربعاء 31/10/74 هذا وقد تجاوزنا عن الحدثين الأولين رغبة منا في كفكفة ألسنة الشر وتجميدها، ثم لما تمادى المعارضون في غيهم ووقع حادث ((دار الفنانين)) على النحو الذي وقع به، فقد رأينا أن نباشر مسئوليتنا في الدفاع عن أنفسنا وديننا ووطننا حتى لا يستفحل الشر ويقوى، ذلك أن من جهل قدر العزيز لا يعزه.
وعليه ومن أجل تحقيق غرض رفع هذه القضايا كوسائل لتحريك القانون واستعماله كوسيلة ناجحة لتوعية المواطنين وتبصيرهم بحقوقهم ومسئولياتهم نحو أنفسهم والآخرين، فقد باشرنا بسبيل من ذلك هذه القضية التي أنفقت كثيرا من وقت المحكمة الموقرة ومن وقتنا حتى وصلنا الى نهايتها المرجوة بثبوت الادانة على المعتدين.
استمعت المحكمة بصبر واضح ومتابعة دقيقة لقضيتي الاتهام والدفاع ثم أصدرت أحكامها بعد ثبوت الادانة على المتهمين الخمسة.. ويجد القاريء تفاصيل وافية بكل اولئك في الحيثيات القضائية المنشورة بالملحق الأول من هذا الكتاب والخاص بهذه القضية.
تعليق: -
(1) يلاحظ أن جميع المتهمين لجأوا للكذب في محاولة لانكار التهم الموجهة إليهم.
(2) يلاحظ أيضا أن كل المتهمين لا يعرفون شيئا عن الفكرة الجمهورية التي يحاربونها كما لا يعرفون شيئا عن الإسلام الذي يدعون الدفاع عنه.
(3) انزعجوا جدا بعد ثبوت الادانة عليهم، فذهبوا يلتمسون أسباب تخفيف الحكم بظروف عوائلهم وعدد ابنائهم، وبصعوبة المعيشة، وأهمية شهر رمضان بالنسبة لأعمالهم، كما اعتذروا بجهلهم بالقانون.
(4) بعد ثبوت الادانة والتماس تخفيف الحكم، عفا الجمهوريون عن حقهم، ورجوا من المحكمة أن تسعهم بالعفو الشامل.
(5) رغم العفو، فقد خرجوا من المحكمة على حالهم من الاستفزاز والاساءة النابية، حيث لم تسعهم المروءة بشيء، فقد انطبق عليهم قول من قال: -
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وان انت أكرمت اللئيم تمردا
ونحن بفضل الله لم نعف عنهم تشوفا ولا سمعة ولا رياءا، وانما التزمنا أخلاقنا وفكرنا وتربيتنا والله المسئول أن يتولي قيادنا وهدانا انه نعم المولى ونعم النصير.
