كمال النبي الكريم
وبعد أوليس هذا الكمال للنبي الكريم يجب أن يعرف له إذ يسوق كل مقلد مجود إلى فرديته فيعيد الخلق إلى الله فرادى؟ بلى إنه الكمال وهذا ما جعلنا نوكد أنه لا طريق يوصل إلى الله اليوم إلا طريق محمد ((فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل)) محمد وحده هو الذي في مقام القدوة الذي سيرد به الخلق إلى الله بعد أن طال اغترابهم عنه. والآن قد تضافرت العوامل المختلفة، لتزحمهم في طريق العودة اللاحب.
وهل هذا كمال الاسلام؟
وإذا ترقى الاسلام بالفرد السالك من النفس الأمارة إلى النفس الكاملة ووحد فكره وقوله وفعله ثم وحد قلبه وجسده وعقله وأصبح أصيلاً بعد اتقان التقليد وقامت علاقته بالله على الرضا وزيادة.. واتصلت صلته بالله بعد أن قبلت منه الصلة في بعض الأوقات. أوليس هذا كمال للإسلام حين يعرف له هذا الدور العظيم إنه كمال بلا شك. ونحن توكد لدينا أن الد لدينا أن الدين يحققه، بل حققه النبي الكريم كأحسن ما يكون وفي صورة تيسر للمقلدين من أمته تحقيقه ولذلك أمرنا بأن نتبع النبي ونقلده. والمقصود الاساسي من الاتباع الواعي المتقن هو أن نتحصل على الكمالات التي كان عليها النبي الكريم، فنأخذ حظنا منها هذا ما من أجله بعث النبي ألم يقل ((انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وجماع مكارم الأخلاق هو حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة. فإن كان هناك من أدعياء الدين، من يغالطون في تحقيق الدين لهذه الكمالات فإنهم المسئولون عن البعد بين الاسلام وبين دوره الأساسي في الحياة، والحياة العصرية بالذات.