إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search
الموقف السياسي الراهن والحقوق الأساسية

أمدرمان - دار الحزب الجمهوري
٢٨ فبراير ١٩٦٩

الجزء السادس

أحد الحضور: في عيد الفطر وبدار الحزب الجمهوري بود مدني تحدث الأستاذ محمود عن نفوذ جمال عبد الناصر وعن أن الخط البياني للسيد عبد الناصر بدأ في هبوط مستمر وسيستمر هذا الهبوط إن شاء الله.. إذا كان هذا الوضع وهذا الحال في مصر وأن النفوذ الناصري في مصر بدأ يتقلص وإذا لم يبدأ في التقلص فإنه في صورة تشبه التقلص أو بديان التقلص، فعلى أي حال لم يعد النفوذ الناصري بصورة مخيفة في مصر نفسها.. فلا أعتقد أن هنالك أي داعي لأن نخاف مت تغلغل النفوذ المصري في السودان وإذا كان الأمر بهذه الصورة وأن النفوذ المصري سائر إلى نهاية حتمية إذا إستمر الوضع في مصربهذا المستوى، فأعتقد إننا حتى إذا تغلغل النفوذ المصري في السودان فإننا ننتظر نهايته بنهايته في مصر فلا داعى لأن نقلق وهذا رأيي طبعاً.. فلا داعي لأن نقلق من تغلغل نفوذ هو في طريقه للنهاية بصورة سريعة وشكراً

الأستاذ محمود: أنه مثل الكلام دا هو النحن بنخشاه على المثقفين خاصة.. ما معنى الكلام دا إذا حللته في الآخر.. أنه مادام النفوذ دا راح يموت موت طبيعي.. سيبو.. يجوز ياخد حقنة مقوية من سيبك ليه ويعيش سنين تانية.. أنا أفتكر أنه الإنسان الما جاد أو الإنسان الجاهل هو الإنسان البقلل خطر خصمه، حقو بعد ما يموت تتأكد أنه مات.. موش لأنه ماش على الموت تربع إيديك وتقعد ليموت.. الأوضاع السلبية دي هي النحن بنشوفها في الشباب المثقف.. الحقيقة بنتكلم بمرارة وبنحرق دمنا ليتنبهوا الناس شوية ويسيبوا السلبية دي.. أهو شوف هسع دا إفتتح النقاش ليقول شنو.. سيبوا الخطر يموت براهو!، إنت هسع بتسيب رزقك يجيك براهو؟ تكدح كل الكدح وتجتهد كل الإجتهاد ويمكن المبلغ بعد ما يقرب ليك ان ما وضعتو في جيبك ولمسته مرتين ما تسيبه، لكن هنا معليش.. أنا أفتكر أنه مثل الأوضاع دي لازم تتغير عند الشباب السوداني.. شوف.. الشعب، القاعدة مُضللة تضليل تام.. إذا كان المثقفين ما يعملوا- زي ما قلت ليكم ما يعملوا مجهود وتأثير أكبر من نسبتهم، حتى يكون تأثير المثقف يوازي مية من العامة، ما ممكن الكفة ترجح لمصلحة الوعي.. لأنه في ناس مكتلين وجاهزين وبتحركوا بالإشارة ليعملوا الأشياء دي أكثر من الناس الواعين، حتى نحن في كلامنا دا ما بنستطيع أن نصل ليهم هناك لنقوله.. لكن بنركز على- نحن عندنا الكيف إذا إرتفع بكون أكبر من الكم.. الكيف معناهو أنه الناس البفهموا هم البأثروا على مجريات الأشياء لكن على أن يتنبهوا ويكونوا حساسين ويكونوا إيجابيين موش سلبيين.
الكلام القيل عن أنه جمال عبد الناصر نفوذه ماشي في تنازل وماشي في تراجع دا كلام علمي وكلام واضح وحقيقة هو، لكن دا موش معناه أنك إنت تسكت عن الفوذ المصري القايم هنا، جايز جداً نظام مصر لمن يتغوض من هناك ينبعث نظام شبيه ليه هنا بمساندة المصريين لإنقلاب جديد.. أنا على أي حال ما بستطيع أن أقبل الكلام دا من السيد إطلاقاً، أنا أرجوا أنه يوزنه في نفسه قبل ما يقوله وخاصة دي كانت- أنا أفتكر دا كان سوء إستهلال للمناقشة، كان حقو يخلي لمن الناس يفتروا شوية قبل ما يبتدي.

أحد الحضور: بسم الله الرحمن الرحيم، أصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد رسول الله وعلى آله ومن دعا بدعوته وسار على منهاجه القويم، تحدث المحاضر وتخوف من النفوذ المصري وساءه أن يتحدث أشخاص معينين عن الإسلام، ثم قال أن الإسلام لا يحتاج إلى نصرةٍ هُنا، بل الواجب أن ينصروه هنالك في بلادهم، وذكر كلاماً لا أريد أن أعيده.. وهذا كلام صحيح في بعضه، ونفترض أن هؤلاء بل هو الشئ الصحيح والمعقول أن هؤلاء العلماء المصريين مغلوبون على أمرهم في مصر.. بل منهم من تحدث عن الإسلام، من قاد المظاهرات، من تحدث عن الإسلام هنا في السودان وفي الجامعة الإسلامية وفي محاضراتهم ومن بيّن الإسلام وأعاد لنا الطمأنينة والعزة بأن في إستطاعة الإسلام أن يحرر النفوس وفي إستطاعة الإسلام أن يعيد لهذه الأمة مجدها.. قاد المظاهرات والمواكب وكتب فيما كتب وبيّن خطر القومية العربية.. وهذا كله صحيح.. وإذا كان الأستاذ المحاضر لا يعجبه هذا الكلام فقد قُتل من العلماء المصريين من الأربعينيات وهو في ذلك سياسي معروف في ذلك الوقت.. قُتل حسن البنا وقُتل سيد قطب وقتل عبد القادر عودة، كل هؤلاء قُتلوا ولم نسمع من الأستاذ إستنكاراً.. فنرجوا أن يوضح ذلك الأستاذ وشكراً.

الأستاذ محمود: (..) قلت أنه الإسلام ما محتاج لنصرة هنا وهو بيرى أنه دا رأي صحيح، إن كان بيراه صحيح، أنا ما قلته برضو، أنا قلت أنه الناس ديل ما بنصروا الإسلام، هم عايزين يطوعوا الإسلام ليتدخلوا بيه في البلد دا لمصلحة النظام القايم في مصر اللي هو سماه غالبهم على أمرهم.. دا الكلام الأنا قلته.. ماهم مغلوبين على أمرهم، متطوعين ليخدموا النظام القايم في مصر وما بدعوا للإسلام هنا.. بشوهوا الإسلام في تدخل سياسي.. ما عندهم الغرض دا وإن اعادوا ليكم الكرامة في الجامعة المصرية، الجماعة البكتبوا بالصورة النحن شفناها أنا أفتكر ما عندكم كرامة ولا في الماضي ولا الحاضر، لا يمكن أن يكون الكلام دا بعيد كرامة لإنسان.. إذا كان إنت من الجامعة الإسلامية أو يمكن أن يكونوا في طلبة هنا في الجامعة الإسلامية.. نحن وجهنا ليكم خطاب في كتاب الردة.. ناس بدرسوكم الدين والأخلاق، بشوهوا بصورة واضحة في النقل ليتهموا ناس آخرين.. عملتوا شنو إنتو الطلبة بالجامعة الإسلامية، اللي أعادوا ليكم الكرامة الناس البكتبوا بالصورة النحن بنتكلم عنها.. أنا ما أفتكر أنه الدين هسع بيدرس للدين ولا للإخلاق، بيُدرس للوظائف وإنت حريص على أن تتخرج لتكون عندك دبلومة لتشتغل.. إن بقى أعادوا ليك الكرامة في الناحية دي جايز لكن في الأخلاق وفي إعتبارات الدين ما بيعيدوها.. مسألة قُتلوا ناس بإسم الإسلام.. قُتلوا ناس بإسم التنظيم السياسي إستحلوا الإغتيال أغتيلوا، مع دا نحن إستنكرناه.. أنا أفتكر إنت جايز تكون طالب لسع أو ما عاصرت المسألة دي من أولها، نحن من حسن البنا مراعنها ومعاصرنها.. ما في حاجة فيها مناصرة للإسلام ولا إسلام.. من حسن البنا وإنت جايي تنظيم بستغل الإسلام إنبثاقاته موجودة الآن، فتنة عايزة مجهود كبير لتتغير.. أنا بفتكر أنه إنت لتتكلم عن مسائل الإسلام، بتكون عايز معرفة عميقة بالإسلام، موش كل داعية للإسلام داعي للإسلام، موش كل كلمة قيل فيها الإسلام كلمة حق أريد بيها حق.. الإسلام في البلد دا محتاج لي نُصرة، دا كلام لا يمكن أنا أن أقول غيره، لكن بنصروه الذين نصروه في أنفسهم أول، طبقوه وإستقاموا عليه.. بنصروه الإستقاموا موش القالوا.. الناس الإنت شايفهم ما هم مغلوبين على أمرهم في مصر.. ما عملوا حاجة ليُغلبوا فيها على أمرهم لكن عايزين يُثبتوا خدمتهم هنا لمصر لتمد ليهم إقامتهم هنا.. لأنه بعيشوا في بلد فيه حرية، الحرية دي عايزين يسيئوا إستعمالها هم ، ما رعوها حق رعايتها.. هم هناك ما عندهم حرية ولا جاهدوا لتكون عندهم حرية.. الأزهر ليه أكثر من الف سنة في مصر، أثر في مصر بشنو؟.. إنت أعتبر النقطة دي..