الدين ما هو ؟؟
بدأ المجتمع مسيرته متدين في الحقيقة .. لكن الدين هنا معناهو شنو ؟؟ نحن قبيل عرفنا التنمية ، وعرفنا علم الإجتماع ، وأغراضه .. والأن فلنعرف الدين .. الدين ، يمكنك أن تقول ، "المعاملة" .. الدين الجزاء .. "مالك يوم الدين" يعني يوم الجزاء .. يوم المحاسبة .. يوم معاقبة الإنسان على ما قدم من جرائم ، ومكافأته على ما قدم من حسنات .. الدين الجزاء .. الدين المعاملة .. القاعدة فيهو "كما تدين تدان" كما تعامل الناس تعامل .. والعبارة النبوية الشريفة: "الدين المعاملة" .. والقاعدة النشأ عليها الدين ، في شريعته ، في البدايات ، في الحقيقة ، برضها مضمنة في القرآن .. هي مضمنة بصورة لا تحتاج إلا أن يركز عليها الإنسان فكره .. في البدايات نشأت القاعدة التشريعية التي قامت عليها شريعة الحياة ، وهي سابقة للعقيدة ، هذه القاعدة تقول: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) .. القاعدة دي هي السائدة في الصراع بين الأحياء وبين البيئة .. وعندما سارت المجتمعات في تحديدات معينة لحرمة أشياء وحل أشياء ، جات القاعدة التي قامت عليها شريعة العقول وقامت عليها العقيدة ، وجات العقيدة توكد معاني الحرمة ، ومعاني الحل ، وتوكد العقوبة التي إذا أفلت منها الجاني لتحايله على القانون الذي يطبقه الأباء والمشايخ ، والقانون الذي يطبقه الناس ، فإنه ، لن يفلت من عقاب الآلهة البتراعي الإنسان في خلوته ، وبتراقبه .. هذا القاعدة التي تقول: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) تعني ببساطة أن الحي ، كائناً ما يكون هذا الحي ، إذا لم يستطع أن يوائم بين حياته وبين بيئته فإنه ينقرض ويموت .. هذا معنى من معاني الآيتين (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) ثم إن القاعدة التشريعية القائمة على العقيدة جات موازية لهذه وهي تقول: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ، والعين بالعين ، والأنف بالأنف ، والأذن بالأذن ، والسن بالسن ، والجروح قصاص .. فمن تصدق به فهو كفارة له .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) .. دا هو قانون "المجتمع" ويمكن أن يسمى قانون "العقول" في مقابلة تسمية قانون: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) بقانون "الحياة" (قانون الجسد) وبين قانون الجسد (قانون الحياة) وقانون العقل (قانون المجتمع) علاقة ومناسبة .. فنحن عندما نشأنا ومشينا لي قدام ، لغاية ما جينا لي مستوى التخطيط للتنمية الإجتماعية إنما غرضنا الحقيقي من هذا التخطيط أن نحقق بقانون "المجتمع" المواءمة بيننا وبين بيئتنا ، تلك المواءمة التي تتطلبها "الحياة" وعليها يقوم قانونها ..
العبادة والآلة:
يجب أن نحاول ، بإستعمال الفكر وإستعمال العلم ، أن نعيش في سلام ، وأن نتجنب الكوارث التي قد تسببها لينا البيئة .. مثلاً التنمية الإجتماعية ، إلى حد كبير ، إحتراز ضد الجوع الذي يمكن ان ينشأ من العوامل الطبيعية من قلة الغلال ، أو من إحتكار ، وتخزين الغلال ، البيحصل .. المجاعات الكانت قبل شوية ، يعنى في أوائل القرن العشرين كانت بتحصل كثيرة ، في بعض البلاد ، زي في الصين ، كانت بتحصل المجاعات إلى أواخر النصف الأول من القرن العشرين .. التخطيط الإجتماعي هو عبارة عن محاولة لأن نأمن غوائل البيئة .. السيرة الماشي بيها الإنسان من البداية هي محاولة لأن يوجد تواؤم بينه وبين بيئته .. وهو يصارع في البيئة ، القوى البيقدر عليها يناجزها ، ويصارعها ، ويحاربها .. القوى الما بيقدر عليها يهادنها ، ويسالمها ، ويتعبدها ، ويقرب لها القرابين .. من هنا نشأت الصورة الأولانية في الدين ، وفي العلم ، النحن هسع إتكلمنا عنو في صورة العلم الإجتماعي .. نشأت بداية الدين وبداية العلم نشأة واحدة .. نحن نحب أن نجي لي اللحظة اليجب أن نفك التعارض الفي الحقيقة قائم بين العلم والدين .. العلم والدين نشأوا نشأة واحدة ، وفي وقت واحد ، لكن العلم سار بخطوات أكبر ، والدين سار بسير وئيد ، لأن الدين يبرتكز على العقيدة والتسليم اكثر مما بيرتكز العلم .. العلم بيرتكز على الفكر ، وعلى التدبير ، وعلى التجربة ، وعلى تصحيح الخطأ اليمكن أن توصلنا ليهو التجربة .. لكن يمكن من الأول أن نقول "العبادة" و"الآلة" .. يعني مثلا ً لما الإنسان وجد القوى الهائلة ، الكبيرة ، الما بستطيع أن يناجزها لا بد ليهو أن يتملقها ، لا بد ليهو أن يقرب ليها القرابين ، لا بد ليهو أن يهادنها ، وكذلك نشأت عبادته ليها .. بعدين القوى التي يمكنه أن يناجزها إختار الآلة لمناجزتها .. الآلة دي قد تكون سلاح الحجر في العصر الحجري ، أو العصا ، ثم إتطورت إلى أن بلغت ، من الحجر القديم بالصورة ديك ، إتطورت إلى أن بقت القنبلة الهايدروجينية .. الدين برضو مشى في موكبه الخاص بيهو ، إتطور في مراحله المختلفة ، ومن رسالاته المختلفة ، إلى أن بقينا نحن الآن ، وفي موقفنا الحاضر ، نحتاج لأن ننظر في أمره ، وفي مفارقته للعلم ، وفي كيف يجب أن تكون في مزاوجة ، ومواءمة وإتساق بينه وبين العلم ..
المجتمع أكبر إختراع إخترعه الإنسان:
فالدين بالمعنى دا: "الدين المعاملة" .. والمعاملة قاعدتها: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) .. ودي مطبقة على جميع الأحياء .. دي هي السيرت الإنسان في مراقي النمو الجسدي .. الإنسان نشأ كحيوان إتطور لغاية ما ظهر فيهو العقل .. وأخذ زمن طويل ، ووئيد في نشأته دي ، لغاية ما ظهر العقل .. ظهر العقل من خلال الصراع مع البيئة ، ومن البيئة الأعداء البشرين ، والأعداء الحيوانات البتحيط بيهو ، والأعداء من القوي الصماء الساقتنا الي أن ندبر، وأن نقدر، حتي بلغنا بالتدبير أن نسوق مجتمعنا في طريق التخطيط، وفي طريق التنفيذ، في التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية .. الانسان في مضماره، في مسألة الصراع، اخترع اختراعات كبيرة، كما قلنا، ومنها المجتمع .. فالمجتمع أكبر وسيلة من وسائل فرصة الانسان ليعيش في حرية ، وفي وئام، ذلك انك انت لما بتكون في الجماعة بتكون آمن .. ولما انت بتكون في الجماعة، بيكون هناك مجال لتوزيع العمل، وبذلك بتجد فرصة من الفراغ.. ونحن بطبيعة الحال ماشين، وباستمرار، لأن نوفر أنفسنا من العمل المضني، والطويل، البستغرق كل وقتنا، لنجد فرصة الفراغ التي نستثمرها في تصريف مسائل هي العلة، والحكمة في وجودنا .. قبيل قلنا ان الانسان ما بيعيش ليأكل، وانما هو بيأكل ليعيش ليحقق أعمال أكبر من مجرد العيش..
تعاقب الرق، والاقطاع، والرأسمالية:
اذا كان واضح عندنا مواكبة العلم والدين لبعض، يمكن أن نجيء للمرحلة الأخيرة .. المرحلة الأخيرة هي مرحلة التنمية الاجتماعية بوسائل العلم الحديث .. في دراستنا للمجتمع البشري، يتضح لنا أن مجتمعنا البشري نامي، ومتطور، وماشي ليحقق للأفراد كرامتهم .. لكن تفكيرنا الاجتماعي في المرحلة الحاضرة مرتطم بحقائق عايزة تجلية، وعايزة دقة .. المجتمع!! هل هو أهم من الفرد، أم هل الفرد أهم من المجتمع؟؟ المشكلة دي هي مشكلة التفكير الاجتماعي الحاضر، وبخاصة التفكير الاشتراكي .. المجتمع عندنا تطور في الصراعات الكثيرة، وكانت مظاهر عمله كلها ضد الفرد، سار الي ان نشأت الأفكار الاشتراكية من الصراعات بين الطبقات .. الطبقات فيها الأفراد القلائل المتميزين بالثروة – الثروة التي بلغت حدود الرق – استرقاق الآخرين .. المسترقين، وأصحاب الرقيق، طبقات متصارعة .. ثم مشت الصراعات لي قدام لغاية ما تطورت مسألة الرقيق بصورته القديمة الي أن اتخذ صورة العمال في الأرض، وأصحاب الاقطاع .. مشت المسألة لي قدام .. بعد صور الاقطاع المختلفة ما اتصفت، في أوقات ازدهار الصناعات، الي الراسمالية، قامت علاقة العمال وأصحاب العمل .. الصراعات المستمرة دي ساقت، مع خلفيات التاريخ الطويل، ساقت المفكرين الاجتماعيين الي أن يعتقدوا ان الفرد ما مهم .. المهم الجماعة، لأن الجماعة بتعيش في بؤس طويل جدا، سببه، الي حد كبير، الأفراد المالكين، سواء كانوا مالكين للرقيق، أو مالكين للاقطاعية، أو مالكين للمصانع .. الصراع دا وخلافه أدى فكرة أن المجتمع هو المهم، والفرد ما مهم ..