ما هو غرض التنمية الاجتماعية ؟؟
نحن، في المرحلة الحاضرة نحب أن نقف لنقول: ما هو غرض التنمية الاجتماعية ؟؟ هل هو أن يتحسن المجتمع في عدده – في كمه، ثم في كيفه ؟؟ ثم اعتباراتنا للتنمية الاجتماعية للمجتمع هل تتركز في التنمية الاقتصادية بصورة معينة، حتي لكأن كل شيء مطوع ليها ؟؟ أم أن التنمية الاجتماعية المقصود منها، وراء المجتمع، الفرد ؟؟ وانا بفتكر انو دا المحك اليمكن أن نعطيه اعتبار كبير، بفتكر انو دا مقاس التفكير الاجتماعي السليم .. السؤال قايم .. نحن بنخطط للتنمية، هل لنبرز الفرد الحر، الكامل، السعيد، أم لنبرز المجتمع المتكامل، المتعاون، المنمى في عدده وفي كيفه ؟؟ الكيف دا مقاسه الأفراد، أم مقاسه مستوي الجماعة بالصورة العند التفكير الاشتراكي الماركسي المعاصر ؟؟ أنا بفتكر ان النقطة دي هي النقطة البتسوقنا الي الدين .. ويمكن المفارقة بتظهر بين الدين وبين التفكير المعاصر الاجتماعي .. المفارقة بتظهر في الحد دا .. العبارة النحن قررناها في الأول من أن الانسان كان، والمجتمع لم يكن، أحب أن يكون في توكيد ليها .. وفي الحقيقة الصورة دي، لو نحن فكرنا لي قدام، هي التي ستبرز فان البشرية ماشة لأن يكون الفرد، وما يكون المجتمع .. المجتمع مهم في المرحلة فقط .. يعني نحن ماشين متطورين في صورة تبرز الفرد المستغني عن المجتمع .. دا يمكن يكون المعني البجينا بيهو الدين .. الدين، من الأول، لو لاحظنا، هو محاولة لأن ينتصر الفرد علي بيئته .. وبرزت لينا هذه المحاولة في صورة أن الفرد اخترع المجتمع .. وهو انما اخترعه ليتوسل بيهو الي منازل فرديته وذاتيته .. بالشريعة الدينية جاء المجتمع .. أيشمعنا الشريعة الدينية ؟؟ (وأنا بعني بيها الشريعة الاسلامية) .. التشريع الاسلامي هو النشأ بيه المجتمع الأولاني .. أنا أحب أن يكون الأمر دا واضح فان أول ما نشأ من التشريع، أو العرف، هو النشأت حوله الجماعة، وهو العرف البينظم الغريزة الجنسية، والعرف البينظم الملكية الفردية.. ودا بيجيبنا بوضوح الي أوكد تشاريع الاسلام .. أوكد تشاريع الاسلام الحدود .. وتلي تشاريع الحدود تشاريع القصاص .. وتشاريع القصاص في غاية الانضباط .. أما تشاريع الحدود ففي نهاية الانضباط .. لا يمكن للانسان أن يرى أي خلل فيها .. وزي ما قلنا انها هي تشاريع قائمة علي ما وراء الدين، ما وراء العقيدة، قائمة علي حياة الأحياء قبل ما يجيء البشر لتكون عندهم عقول وبخاطبوهم بالأديان، وبالحرام والحلال .. كانت القاعدة في مسألة الدقة في تشريع الحدود، وتشريع القصاص، كما سبق أن قررنا تقوم علي قوله تعالي: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) .. وهذا هو مستوي صراع الأحياء مع البيئة .. فلما جات الشريعة، في صور التنصيص، جات منها العين بالعين، والسن بالسن.. هذه الشريعة البدأت عندنا بصورة موكدة في التوراة، هي شريعتنا نحن برضو، كما أنها هي شريعة النصاري.. بالصورة دي، العين بالعين، والسن بالسن.. هذه هي شريعة الدين في معني أن الدين يعني الجزاء، (كما تدين تدان) – تعامل أنت كما تعامل أنت الآخرين، لأن المجتمع، ليكون موجودا، بيتطلب أمر زي دا – بيتطلب انك انت حريتك يكون عندها حد – حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية جارك.. اذا كان نحن لا بد لينا أن نعيش في مجتمع متسالمين لا بد ليك انت يكون عندك حد لحريتك.. نهاية حريتك هي بداية حريتي انا .. دا هو الدين .. (كما تدين تدان) بالمعني دة جات العين بالعين، والسن بالسن .. وهذه فيها تطبيق لقيمة هي، في الحقيقة، سابقة علي العقيدة زي ما قلنا سابقا وحكى عنها القرآن: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، وقد جات هنا في مجتمعنا البيعتدي علي واحد بقلع عينه تقلع عينه .. بفضل هذه التجربة الغالية هو يستطيع أن يعامل الآخرين بتصور، وبتخيل، وبذكاء، عندما يسلك في الناس .. يستطيع أن يتخيل مبلغ الألم البيلحقو هو بالآخرين بالكلمة الجارحة، أو بالفعلة الشنيعة ..