دقة قوانين الحدود والقصاص:
مسألة الحدود أدق من مسألة القصاص.. ومسألة القصاص انتو شفتو دقتها .. مسألة الحدود ، نحنا عندنا أربعة حدود .. عندنا الحدود في الاسلام أربعة هي: الزنا، والقذف وهو التهمة بالزنا، والسرقة، وقطع الطريق .. يمكنك أن تقول: الأربعة ديل بيتلخصوا في اثنين: حفظ العرض – حد الزنا والقذف .. وحفظ المال – حد السرقة وقطع الطريق .. ولانضباط قوانين الحدود بالصورة دي قيل عنها انها هي حق الله، يعني يمكن للحاكم أن يعفو في أمر القصاص، لو فرض انو واحد قلع عين آخر ثم المقلوعة عينو عفا، يمكن للحاكم أن يعفو .. لكن في مسألة الحدود، اذا بلغت الحاكم، وقام الركن في حقها، لا تعفي .. النبي لا يمكن أن يعفو عن السرقة مثلا .. هو يمكن أن يعفو اذا كان واحد ضرب واحد كف كسر سنه، والمكسورة سنه عفا .. النبي يمكن، في الحالة دي، أن يعفو، اذا هو رأى أن يعفو لاصلاح الاثنين.. علي الأقل يمكنه أن يخفف العقوبة فيما يخص القصاص .. لكن في الحدود لا يكون في عفو اطلاقا .. لا يملك أي انسان هذا العفو .. دا حد الله .. دا حق الله .. هو قايم علي شيئين، كما سبق أن قررنا، حفظ العرض، وحفظ المال .. نعم هناك حد الخمر، لكنه ماهو في انضباط الحدود الأربعة التي ذكرنا انها تقوم علي صيانة العرض، وصيانة المال ..
العبادة هي انشاء العلاقة بين العابد والمعبود:
سار التشريع الاسلامي في صورته دي .. دايماً يحاول الدين بتشاريعه أن يوجد مواءمة بين البيئة وبين الفرد .. العبادة هي، في الحقيقة، محاولة لانشاء العلاقة بين العابد والمعبود .. الانسان الأولاني كان شافها بالصورة دي .. أقام هذه العلاقة بينه وبين القوة الهائلة في التعدديات المختلفة، في الأديان المختلفة، اللي هي طبعا مراحل تطورات الدين المستمرة لغاية ما جاء في الأديان الكتابية عندنا ، أو قل لغاية ما جاء في الأديان البتخاطب العقول عندنا .. سار باستمرار محاول أن يوجد توافق، وتعاون، ومصالحة، وصداقة، ومحبة، بينه وبين البيئة، سواء كانت مصالحة البيئة دي بتملقها بتقريب القرابين، أو بالعبادة، الي أن جاءت الصورة النشأت منها الأديان العقلية الحاضرة .. نحن عندنا الاسلام .. نحن بنتكلم عن الاسلام عندما نقول الدين والتنيمة الاجتماعية .. الدين عندنا معناه الاسلام .. الاسلام هو شنو ؟؟ دي برضها حاجة أنا أحب أن نأخذها من أصولها، وبداياتها، لأنه دايماً اذا كان نحن أخذنا الأمور من الأصول، والبدايات، بنستطيع أن نمشي في تمديدها، والرؤية واضحة عندنا .. الدين هو: "الارادة الالهية" .. يمكن الانسان أن يقول علي التحقيق، أن الدين هو "الارادة الالهية" .. ونحن عندنا الدين الاسلامي العام، والدين الاسلامي الخاص .. يعني ربنا لما قال: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون ؟؟) إنما عنى الإرادة الكاملة ، الشاملة ، التي لا تعصى ولا تخالف (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون ؟؟) وفي نفس المعني: (وان من شيء الا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم) .. الدين دا هو الذي طور الحياة لما كانت في صورها البدائية، وهي يومئذ تمور في الطين، أو هي يومئذ تزحف علي اليابس، وذلك قبل أن تصل الي مرتبة عبادة شتي صور القوي، تلك التي اعتبرتها هي القوي البتأثر عليها، اعتبرتها هي القوي البترهبها .. تطورت الي أن عرفت أن وراء القوة دي في القوة الخالقة .. الناس أخدوا زمن طويل وهم يتطورون بفعل هذه الارادة الهادية السالفة الذكر .. الناس كلهم ساروا بفضلها لكمالاتهم .. ساروا لغاية ما ظهرت فيهم العقول – لغاية ما خوطبوا بالأديان- لغاية ما جات في الشريعة الصورة الماشة في موازاة مع صورة: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) . جات مواكبة ليها وماشة معاها، ومصاقبة ليها: "العين بالعين والسن بالسن" .. لكن الصورة دي جات لما دخلت العقول في المسرح .. وربنا يقول قبل نشأة العقول، عن الانسان: (هل أتي علي الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً؟؟) يعني: قد أتي علي الانسان زمن طويل جداً لم يكن عنده عقل يجعله مذكورا عند الله في ملكوته .. يعني: مضي علي الانسان زمن طويل لم يكن مكلفاً ، ولا مخاطباً، بتوجيه الشرائع، والتكاليف، اليه .. ثم أنه عندما أصبح الانسان مكلف بفضل الله، ثم بفضل صهر العناصر ليهو، وتخويفها ليهو، وضغط المجتمع عليهو، نمي عقله، وتقدم، وأصبح يخاطب بصور متقدمة من التشاريع، ويطالب بصورة متقدمة من الأعمال والواجبات الاجتماعية، وأصبح يعيش في بيئة اجتماعية تعلمه، وتهذبه، وتربيه، وتعطيه مختلف الفرص ليكون حراً.. لقد تقدم الأفراد بالصور اللي بنشوفها نحن في الوقت الحاضر..