البشرية تحتاج أن تفهم الدين فهماً جديداً:
يجب أن يكون في تفكير جديد .. التفكير الجديد دا في الحقيقة بيجي فيه الدين تواً.. الدين اذا لم يفهم علي صورة تتفق مع الدقة البطلبها العلم، قد يكون معوق للتنمية برضو .. في الواقع اليوم دا في ناس بيفتكروا ان الدين معوق للتنمية .. لكن دا ما بكون الدين .. دا بكون فهم الناس للدين .. في ناس يرفضون الاشتراكية باسم الدين، ويزعمون ان الاشتراكية كفر .. ومثل هؤلاء قد يرفضون التفكير في التنمية الاجتماعية، أو اذا هم فكروا فيها فقد يظنون انه موش ضروري الاشتراكية مثلا للتنمية الاجتماعية .. يجب أن يكون واضحا فانه لا يمكن أن تكون في تنمية اجتماعية بدون الاشتراكية .. والتخطيط زي ما قبيل قلنا، نشأ عن ظهور الاشتراكية .. ما كان في تخطيط في الرأسمالية .. حتي الرأسماليين لما أصبحوا بيخططوا، في الوقت الحاضر، متهمون بأنهم بيخططوا لمصلحة الرأسمالي، والاحتكاري .. لكن التخطيط البيتجه للمجتمع ليحسن كمه، وكيفه، انما جاء مع التفكير الاشتراكي، والعيب البيمشي مع التخطيط الاقتصادي ، من الجانب الاشتراكي ، العيب دا انما هو اهمال هذا التفكير للحرية .. بطبيعة الحال، الناس البيخططوا قلة .. كأنما هم المديرين والمحركين لدولاب الدولة، وبطلبوا من الناس الآخرين ان يكونوا فقط أيدي منفذة .. ودا عيبو كبير، وعيبو ظاهر، وعيبو، في الحقيقة، هو عيب الفلفسة الماركسية نفسها .. نحن لأن نفهم الاسلام بصورة تخلينا نسير مع تنمية المجتمع ليقدام، ليكون المجتمع عندنا متكافل، ومتعاون، وفي سلام، المجتمع الكوكبي كله في سلام مع بعض، ليكون المجتمع وسيلة موسلة لحرية الفرد، نحن لنفهم هذا يجب أن نفهم الغرض من وراء الدين .. الغرض من وراء الدين كرامة الانسان .. كل الدين انما جاء من أجل كرامة الانسان .. ومن ثم توكيده للفردية بالصورة اللي قلت ليكم عليها .. توكيد الاسلام للفردية انما هو في آصل أصوله .. كل القرآن متسق بيها، وملآن بيها .. لأنك انت بتقابل الله فرد، ما بتقابل الله في قطيع .. أها توكيد الدين لهذا المعني هو اللي نحن بنحتاج لنفهموا في الوقت الحاضر .. وأعتقد انه بفهمه سينفك التعارض القايم بين العلم والدين .. بدون هذا المستوي من الفهم التعارض البادي بين العلم والدين سيظل قائماً.. وهذا التعارض بيظهر بصور ساذجة حتي انو نحن عندنا من الناس من كان بيعتقد، أو لعله لا يزال يعتقد، ويقول للناس أن من قال أن الأمريكان وصلوا القمر فهو كافر .. بالصورة دي يجي التعارض بشكل مضحك بين العلم والدين ..
الدين العام ارادة الله والدين الخاص مرضاته:
لكن اذا كان الدين هو الصورة البصفيها الله بواسطة العقول البشرية من الارادة الالهية، اذا كان الدين هو الارادة الالهية في صورتها الخاصة، بمعني ان الله بيستخرج بمصافي العقول المروضة، والمؤدبة من الارادة الالهية العامة مرضاة الله، فان الأمر يصبح جد مختلف .. أنا بفتكر انو دي نقطة أحب ليها ان تتضح للأخوان السامعين، وللأبناء السامعين .. فان الاسلام بالمعني الخاص هو مرضاة الله، والاسلام بالمعني العام هو الارادة الالهية التي لا يشذ عنها شاذ، ولا يخرج عنها خارج .. ولا يعصي الله فيها عاصي .. غير ارادة الله مافي شي مسيطر علي الكون .. لكن ربنا أراد شيئاً لم يرضه .. هناك فرق بين الرضا وبين الارادة – في فرق بين رضا الله، وارادة الله .. وتجيء الصورة في القرآن الكريم بقوله تعالي: (ان تكفروا فان الله غني عنكم، ولا يرضي لعباده الكفر، وان تشكروا يرضه لكم ..) .. (ان تكفروا فان الله غني عنكم) معناها ما كفرتم مغالبة لله، ذلك لأن الغني انما هو القادر الذي لا يغلب .. كأنه قال: ان تكفروا لم تكفروا مغالبة لله، وانما كفرتم بارادة الله .. والمعاني في الموضوع دا، والنصوص مستفيضة: (وما كان لنفس ان تؤمن الا بأذن الله ويجعل الرجس علي الذين لا يعقلون) .. القرآن مستفيض في معني انو مافي شيء بدخل في الوجود الا بارادة الله .. لما ربنا متعنا نحن بالعقول دي، وفرض علينا الحرام والحلال، انما أراد لنا أن نسير مما يريد الي ما لا يرضي غيره – نسير من ارادته الي مرضاته .. الحرام والحلال في ارادته، لكن الحرام ما بدخل في المرضاة، مرضاة الله لا يدخل فيها الحرام .. الحلال والحرام في ارادة الله كلاهما، هما لم يدخلا في الوجود الا بارادة الله، لكن الحرام لا يدخل فيما يرضاه الله: (ان تكفروا فان الله غني عنكم، ولا يرضي لعباده الكفر، وان تشكروا يرضه لكم) .. اذا نحن عرفنا الدين بالمعني دا، نعرف أن الدين انما يتوسل بكل وسائل المناشط البشرية ليجعل التنمية الاجتماعية ممكنة .. هو يستعمل الآلة، ويستعمل العلم، في كل صوره، ليكون خادم الانسان، موش سيد الانسان، لأن الانسان انما جاء في الكون دا ليتحرر من كل سيد حتي يدخل في العبودية لله .. الأنسان ليس له سيد في هذا الوجود الا الله .. لكن الأشياء البتستعبده كثيرة جداً، وباستمرار هو بتحرر منها، وبيخرج من رقها ليخلص عبوديته لله .. ربنا طوع لينا الكوكب كله، الأكوان كلها، والوجود كله، لنستخدمه في طريق السير اليه تعالي .. وجودنا هنا هو وجود في قمة المخلوقات، كأنما الأكوان كلها مطيتنا لنسير بيها لي الله، فاذا كان نحن عرفنا الدين بالصورة دي مافي علم يمكن أن يكون ضد الدين .. فيجب أن نعرف جيداً أن العلم هو خادم الانسان .. الآلة خادم الأنسان .. ليس للانسان سيد غير الله .. وهو، ليعرف الله، وليحقق عبوديته لله لا بد ليه من الفراغ ليتمرس بالعبادة ليحصل الثقافة، وليجد الصحة، وليجد كل الأشياء البيحتاج ليها ليعيش عيشة رفيعة .. الغرض من هذه العيشة الرفيعة أن يعرف الله، وأن يشكر نعمة الله التي طوعها ليهو في كل مناشط حياته .. الغرض من كل أولئك الحياة الكاملة .. اذا كان نحن شفنا الدين بالصورة دي مافي تعارض بينه وبين العلم .. لكن الدين البقول لينا ان الانسان البقول ان الأمريكان مشوا القمر كافر، دا دين قاصر، وهو، في الحقيقة، ما هو الدين، لكنه فهم خاطيء للدين، ومن المؤكد اننا نحن في محك اليوم لنفهم الفهم الصحيح والدقيق للدين ..